مقدمة
كما علمنا في المقالة السابقة أنّ الكافيين يدخل بسرعةٍ في الدماغ ,ويحظر مستقبلات (الأدينوساين) المسؤولة عن تباطؤ نشاط المخ , والكافيين بدوره هو الدواء المفضل لدينا في الحالات الصعبة , ولكن إذا فاتنا موعد الحصول عليه كما اعتدنا ، فعلينا تحمّل العواقب , فقد نواجه صداعًا حقيقيًا لا مفرّ منه .فدعونا نتساءل : لماذا نُصاب بالصداع عند عدم تناول القهوة والحصول على الكافيين في الوقت المناسب ؟
انسحاب الكافيين !
يكمن الجانب السلبي للكافيين في ما نشعر به عند عدم الحصول على الجرعة المعتادة, و بسبب المستويات المرتفعة المتوقعة لنشاط الدماغ بعد الحصول الكأس، فإن المستويات المنخفضة بدونه تبدو أكبر وأعمق.
والمشكلة الأخرى هي أن الكافيين إدمان , فعندما لا نحصل على ما اعتدنا عليه ، يمكننا أن نشعر بالتعب ، وعدم الاهتمام ، وسرعة الانفعال المزاجي, و هذا ما يُعرف باسم انسحاب الكافيين. وجب الذكر أنّ كثيرًا من الناس يشربون المشروبات التي تحتوي على الكافيين بانتظام لتجنب حدوث هذه الحالة .
أكثر الأعراض شيوعًا لانسحاب الكافيين هي الصداع , و عادة ما تكون خفيفة وقصيرة الأجل ، و تستمر فقط لمدة يوم أو يومين ، على الرغم من أنها يمكن أن تستمر في بعض الأحيان لمدة تصل إلى أسبوع !
ما السبب وراء هذا الصداع ؟
السبب وراء الصداع المتسبّب به انسحاب الكافيين (بالإضافة إلى العديد من الأسباب الأخرى) هو أنّ رأسنا يكون الجزء الأكثر نشاطًا و الأكثر حساسيةً في الجسم , ليعرف الدماغ ما يحدث بدقة حتى يستطيع الاستجابة له بشكلٍ سليم , فعند انقطاع الكافيين تعود الأدينوساين في أماكنها ويُطردُ الضيف الثقيل ( الكافيين )وتبقى رؤوسنا هي المتضرر الأكبر !
ومع ذلك ، يمكن أن يتكوّن الصداع حتى مع الأشخاص الذين يشربون عادةً كوبًا واحدًا كل يوم ثم قرروا التخلي عن الكافيين , فثلاثة أيام فقط من شرب القهوة المستمر تكفي لإحساسك بالخمول والإرهاق عند نفاد قهوتك المفضّلة .
كيف يمكن التخلّص من هذا الصداع العنيد ؟
بالنسبة لصداع "المنبه" الفظيع الذي يوقظ النائمين ، وصداع الكحول , و الصداع النصفي ، فالعلاج بسيط , كلُّ ما يقتضيه الأمر هو كوبٌ من الشاي أو القهوة للحدّ من هذه الآلام ,وغالبًا ما يُسكّن الألم في غضون30 دقيقة إلى 60 دقيقة .
هذا التسكين ليس فقط لأننا نشعر بأننا أقل توترا أو أقل تشتتا من الألم بعد كوب من الشاي أو القهوة. اتضح أن مستقبلات الأدينوساين التي يحظرها الكافيين متورطة أيضًا في مصدر الصداع وكذلك في أنواع أخرى من الآلام.
خاتمة
أكثر من 90 ٪ من البالغين حول العالم يشرب القهوة أو الشاي، ويوفرون الطاقة المنشطة اللازمة لإكمال أعمالهم اليومية , ومع عصا الكافيين السحريّة ؛ يصعب تخيّل إصابتهم بالصداع إلى الأبد !