عندما تعبر كلمة ( قهوة ) على أسماعنا ، فأول ما يخطر على البال هو النشاط واليقظة , ولكن وفقًا لبعض الأبحاث الحديثة ؛ يمكن للقهوة أن تقدّم لنا أيضًا بعض الفوائد الصحية المهمة , بدءًا من الاكتئاب ووصولاً إلى بعض الأمراض مثل التليّف الكبدي ,و على الرغم من أنّ القهوة لا تزال تتمتّع بسمعة متناقضة عند البعض , إلّا أنّنا نحتاج أن نسأل أنفسنا سؤالاً ، ( هل تُعتبر القهوة متعة مؤقتة بعواقب متعبة ؟ أم أنّها إكسير محسّن للحياة ؟ ) .
المزايا الطبّية للقهوة
و بامتداد تاريخها العريق ، أُلقي اللوم على القهوة كمتسبّب في العديد من الأمراض , فاتُّهمت بالتسبّب في بعض الأمراض مثل توقّف النمو ,وبعض أمراض القلب , وحتى السرطان , ولكنّ الأبحاث الحديثة قد أوضحت عدم وجود صلة بين تناول القهوة وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب أو السرطان ,بل أظهرت دراسة جديدة تؤكّد أنّ القهوة قد تقلل من خطر الإصابة بسرطان البروستاتا لدى الرجال وسرطان بطانة الرحم عند النساء.
ويظهر الدور الطبي للقهوة في حبوب البنّ الطازجة والمثالية, لأن القهوة ذات النوعية الجيدة و المطحونة بشكل مثالي هي مصدر لمضادات الأكسدة التي قد تساعد في تخفيف الوزن .
و فوائد القهوة لا تنتهي عند هذا الحد ، بل يمكنها أيضًا التقليل من خطر الإصابة بمرض الشلل الرعاش وحصى المرارة وحصى الكلى وتليف الكبد لمتعاطي الكحوليات .
لذا قد يبقيك فنجان من القهوة حيويّاً ومتيقظًا ، وقد يساعد في منع العديد من الأمراض والحدّ من أخطارها ، لكن ما الذي قد يواجهه جسدك في حين تغيّر الكمية من فنجان أو فنجانين إلى أربعة أو ستة فناجين من القهوة في اليوم الواحد ؟!!
مخاطر الإكثار من القهوة
ننتقل الآن للإجابة على السؤال المتعلق بكمية القهوة التي يمكن أن تؤثر عليك جسديًا ونفسيًا , فعند الحصول على جرعاتٍ عالية من القهوة ؛ قد تصبح بعض الآثار الخفيّة أكثر وضوحاً ، بدايةً من القلق والعصبية , وفي حين أنّ القهوة قد تكون سبب في بقائك يقظاً ،إلّا أنّ الكثير من الكافيين قد يجعل من الحصول على قسط كافٍ من النوم التصالحي أمراً صعب المنال, و على نقيض ذلك ، لا يبدو أنّ الكميات المنخفضة أو المعتدلة من الكافيين تؤثر على النوم كثيرًا ، لأنّ آثار كوب واحد من القهوة عادة ما تستمر لمدة ست ساعات فقط.
يمكن أن يؤدي إساءة استهلاك القهوة إلى مشاكل خطيرة في الجهاز الهضمي ، حيث يُعتقد أنّ تناول القهوة على مدى سنوات عديدة يسبب قرحة في المعدة ، ولكن تم اكتشاف هذه النظرية لاحقًا عندما لم تجد دراسة كبيرة أي صلة بينهما.
الخطر الأكثر شيوعا عندما يتعلق الأمر بالقهوة ، هو كيف يمكن أن تؤثر على قلبك ,فمن المعروف أن الكافيين يرفع ضغط الدم ويمكن أن يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى نوبات قلبية أو جلطات دماغية , و لحسن الحظ يبدو أن تأثير الكافيين على ضغط الدم يعدّ تأثيراً مؤقتاً.
معدّل ضربات القلب السريعة ، والتعب ، والتبوّل المتكرر هي أيضا بعض الآثار الشائعة الأخرى لاستهلاك الكثير من القهوة. ومع كلّ تلك الأخطار ، يبقى أن الإدمان على القهوة هو الأخطر ، حيث يؤدي ذلك إلى ما يسمى بالكافيين (حالة التسمم بسبب تعاطي الكافيين باستمرار) .
ربما لاحظت أن معظم عيوب القهوة قد تأتي من إكثار الشرب منها ، ولكن عندما يتعلق الأمر بشرب القهوة بشكل معتدل ، فقد يوفر لك ذلك العديد من الفوائد الصحية المثيرة للإعجاب , لهذا السبب لا ينبغي لنا أن نشعر بالقلق إزاء شرب كوبين من القهوة يوميًا، فإذا كان الشخص محميّاً من أي أمراض قد يسببها الكافيين و إذا لم يصل في شرب القهوة لمرحلة الإدمان , حينها تكون القهوة الدواء المفضل في العالم دائمًا وأبداً، وستفوق مزاياها عيوبها ، وهذا هو السبب في كون القهوة ممتعة وإكسيرًا يحسّن حياتنا.